بقلم : محمد عبدالغنى محاسب وضابط سابق
فى عام 1800 سلَّطَ السير ويليم هرشل شعاعاً من ضوء الشمس إلى منشور من الزجاج فتشتتت حزمة الضوء إلى سبعة ألوان من الطيف ووضع مقياساً للحرارة فى كل منطقة من مناطق الألوان التى أسفر عنها إنحلال الضوء . فوجد أن الطرف الأحمر من الطيف أشد حرارة من الطرف البنفسجى فلما وضع مقياس الحرارة وراء الطرف الأحمر إرتفع الزئبق إرتفاعاً سريعاً فإهتدى إلى أن هناك أمواجاً تبلغ من الطول مبلغاً يجعلها لا ترى وما كانت أمواج الحرارة التى وراء الطرف الأحمر إلاَّ أمواج الأشعة تحت الحمراء . وقد وجد العلماء أن الله القدير يرسل أمواج من هذه الأشعة فى الثلث الأخير من الليل ومع نسمات الفجر(ومع غاز الأوزون الذى تكلمنا عنه فى مقالنا أسرار الحياة فى17/1/2010 )على موقع على جيران ويستمرهذا الإرسال حتى شروق الشمس وذلك لعباده المؤمنين الذين يستيقظون للتهجد وصلاة الفجر وصلاة الصبح قبل شروق الشمس فتعالوا نرى ماذا تفعل هذه الأشعة فى أجساد المؤمنين والتى تُسمى بضوء الحياة أو شعاع الحياة لأنها سبب وجود جميع الكائنات الحية وأهم وظيفة لها هى زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض وزيادة الدورة الدموية الصغرى وزيادة الأيض وهذا سبب وضع الأطفال المواليد الضعفاء فى حضانات المستشفيات فى الأشعة تحت الحمراء . وأيضاً تساعد على تأخير الشيخوخة والعجز . والمعروف أن أجسامنا تنتج الأشعة تحت الحمراء وكمية الأشعة تختلف من شخص لأخر وعندما يبدأ إنخفاضها فى الجسم يبدأ فى الضعف والمرض والتعب والشيخوخة ويصبح مُعرض لكثير من الآفات والأمراض فإذا إستيقظ المسلم لصلاة الفجر أوللتهجد فى وقت السَّحَر إزداد فى جسمة إنتاج هذه الأشعة فيصبح نشيطا طيب النفس وصدق الله العظيم إذ يقول (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون…. ) وكلنا يعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا نام أحدكم يعقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فإرقد فإذا إستيقظ إنحلت عقدة فإذا توضأ إنحلت عقدة فإذا صلى إنحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان” وقال “بورك لأمتى فى بكورها ” وفى وصيته لإبنته فاطمة الزهراء عندما رآها نائمة بعد الفجر فقال لها ” قومى يابنتى فاشهدى رزق ربك إن الله يوزع الأرزاق قبل طلوع الشمس ” وفى وصية أحد مشايخ الصوفية لتلامذته “قُم وإستيقظ وإستنشق الهواء النقى قبل أن تلوثه أنفاس الفاسقين ” وعندما يكون إنتاج هذه الأشعة يقارب الصفر يكون الشخص على أبواب الموت لا محالة . وتعد الشمس مصدر الإشعاع الطبيعى الأول لكل أنواع الطاقة الكهروماغناطيسية فهذا الإشعاع الذى ترسله الشمس على شكل موجات كهرومغناطيسية يُمَكن الناس من التغلب على المرض وذلك لقدرتهم على إنتاج الأشعة تحت الحمراء من أجسامهم لذا تجد أجسامهم قوية وهناك الآلاف من البشر قد شُفوا من أمراض مثل الربو القصبى والضغط الدموى والسكرى وقصور البنكرياس ومن كان يعانى من قرحة المعدة والصداع بإستخدام الأشعة تحت الحمراء.وقد كان الناس قديماً يشربون ويستحمون فى مياه البرك والأنهار الغنية بالأشعة تحت الحمراء لذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة وليس لها أى تأثير ضار حتى لو تعرض لها الشخص لمدة 24 ساعة وهى على العكس مادة طبيعية ضرورية ولا غنى عنها وهذا يجعل الأطباء يضعون الأطفال فى حضانات تبث الأشعة تحت الحمراء مباشرة بعد الولادة . ويظهر تأثيرها القوى على سطح الجلد وتُحسن مسيرة الدم وتنشط الهضم وتجدد الأنسجة وتساعد على تغذية الجسم بالأكسجين والمواد الغذائية وتساعد على إمتصاص الورم وتقليل الألم وعلاج أمراض الروماتيزم وأوجاع الأعصاب . والإصابات الرياضية وإصابات العمل والحروق وتعمل على تهدئة الألم خصوصاً ألم الوجه . ومن خصائص هذه الأمواج والتى تكون على حافة منطقة اللون الأحمر فى الطيف المنشورى أنها تستطيع أن تخترق الأجسام التى تعترض طريقها . وقد إنتفع الإنسان بتلك الخاصية فى مصانع السيارات وما شابهها . فإذا أكرمك المولى عز وجل وزرت أحد هذه المصانع تجد صفاً من السيارات طرية الطلاء تتحرك متلاصقة إلى نفق مشقوق فى الأرض وحين تخرج هذه السيارات من الطرف الآخر بعد دقائق ترى أن الطلاء قد جف . وهذا التجفيف قد أنجزته الأشعة تحت الحمراء المنطلقة من بطاريات متراصة من المصابيح الكهربائية داخل هذا النفق . وقدرة النفاذ فى هذه الأشعة تحت الحمراء هى التى تجفف الطلاء الطرى . والطلاء يتكون من طبقات فحين يحمص الجسم المطلى فى فرن عادى تجف الطبقة الظاهرة أولاً فتصير غشاءاً محكماً فوق الطبقات التى تحتها والتى لم تزل طرية فتعوق بذلك جفافها ، أما فى حالة التجفيف بالأشعة تحت الحمراء فتخترق جميع طبقات الطلاء فى وقت واحد . ومن منافع ذلك الجزء من طيف الإشعاع أيضاً تجفيف الثمار والخضر والبذور واللحوم وأيضاً حفظ هذه الثمار والأغذية لأنها تَسْتَخرج من هذه الثمار والخضر واللحوم مقادير كبيرة من الماء وكلما قَصُر زمن التجفيف قلَّ ما تفقده من الفيتامينات والرائحة الطبيعية وقد شيد الأستاذ ” تلر” ومعاونوه فى جامعة “فندربلت” أفراناً أقيم على الجدران فى جوفها بطاريات من المصابيح تبث الأشعة تحت الحمراء يجفف فيها الجزر والبطاطا واللفت واللحم تجفيفاً تاماً فى زمن يتراوح بين خمس دقائق ونصف ساعة بدلاً من التجفيف فى أفران تُحمى بالبخار . وقد إخترع فرانكلين. ولز آلة للخبيز بالأشعة تحت الحمراء حيث تتحرك الأرغفة حركة بطيئة على سيرفى نفق رُصَّت على جانبيه مصابيح كهربائية تشع الأشعة تحت الحمراء فتوفر ثلث زمن الخبيز ويكون الرغيف أتمّ وأنضج . وكثير من هذه المصابيح يُستعمل فى عيادات الأطباء والمستشفيات وعيادات العلاج الطبيعى لتحل محل زجاجات الماء الساخن وحشايا التدفئة الكهربائية لأن الأشعة تحت الحمراء الصادرة من هذه المصابيح أعظم نفاذاًَ من حرارة الزجاجات والحشايا . وكذلك وجد العلماء أن هذه الأشعة تحت الحمراء تفتك بالحشرات الموجودة بالقمح والذرة وجميع المحاصيل وكذلك تفتك بالحشرات والبراغيت الموجودة فى جلود الكلاب والقطط . وتخفف ألم المصابين بوجع المفاصل وإلتهاب تجاويف العظام وتيسر أخذ الصور الضوئية فى الظلام الدامس أو فى الضباب الكثيف. وتكشف التزييف فى الصور والمخطوطات وتفضح الأساليب التى يلجأ إليها اللصوص والمحتالون لإخفاء معالم الأشياء . وقد أنشئت حول المصانع الحربية والمواقع العسكرية حواجز من هذا الضوء (الأشعة تحت الحمراء ) والذى يسمى بالضوء الأسود أيضا فتنذر بإقتراب اللصوص أو المخربين. وهذه الأمواج تولدها مصابيح كهربائية إتُخذت أسلاكها من مادة التنجستين أو الكربون . وهى مصابيح تبدو كالمصابيح العادية المالوفة وتُطلق ضوءاً خابيا. وللأشعة تحت الحمراء شأن عظيم فى ميادين أخرى حيث قد وجدت شركات النقل أن للأشعة تحت الحمراء نفعا فى حفظ محركات السيارات دافئة فى زمن البرد فشقت صفوفا من الحفر الصغيرة فى الأرض العراء وأقامت مصابيح فى كل حفرة منها ثم تساق السيارات فوق هذه الحفر حيث المصابيح المنصوبة فتكفى حرارتها لحفظ المحركات دافئة بين رحلة وأخرى . كما تم إنشاء مثل هذه الحفر فى حظائر السيارات الخاصة ليتمكن صاحب السيارة من إدارة محركها البارد . وكذا تُستعمل مصابيح لمقاومة الصقيع فى البساتين ومزارع الخضر فتعلق فى أسلاك ممدودة ويتم ضبطها بحيث تضيىء من تلقاء نفسها إذا هبطت الحرارة هبوطاً كبيراً فيه خطر على المحاصيل الزراعية فتسقط أشعتها كما تسقط أشعة الضوء على الجذوع والأوراق فيظل ماؤها يجرى فيها. وفى الوسع تدفئة المحاصيل بأساليب التدفئة الصناعية بإستخدام الأشعة تحت الحمراء السريعة التأثير بدلا من الإعتماد على حرارة الشمس الضعيفة التأثير والمتقلبة الأهواء . وتستعمل مصابيح الأشعة تحت الحمراء لقتل اليرقات فى مصانع التعليب وحفظ الأغذية . وقد أُخترعت طريقة وهى سير دائم التحرك مثبت عليه مصابيح الأشعة تحت الحمراء فتستعمل أشعتها فى الفتك بالحشرات التى فى الحنطة ( القمح ) وغيرها من الحبوب قبل شحنها . وصُنعت أجهزة نقَّالة للأشعة تحت الحمراء لتطهير ملابس الجنود وأغطيتهم من الحشرات دون أن يصاب نسيجها بأذى . وقد كشفت الأشعة تحت الحمراء آفاقاً جديدة للتصوير الفوتوغرافى الضوئى حيث تصور الصور فى الظلام والفيلم الذى يستعمل يكون دقيق الإحساس بهذه الأشعة الطويلة التى لا ترى . وكثير مما نراه فى أفلام هوليود من سحر الليالى القمرية إنما يصنع بالأشعة تحت الحمراء فى رائعة النهار . وللصور التى تُصوَّر بالأشعة تحت الحمراء نفع فى التشخيص الطبى فحين تنفذ هذه الأشعة يبدو ما تحت البشرة من شبكة عروق الدم ويستعين الأطباء بهذه الصور فى تتبع الإندمال تحت القشرة التى تعلو الجرح . ويُستخدم التصوير بالأشعة تحت الحمراء فى علم كشف الجرائم وكشف زيف الوثائق والصور وقد تعلو الملابس لُطخ لا تراها العين المجردة ولا يتبينها التصوير العادى ولكنها تستبين حين تُصور على فيلم معد للتأثير بالأشعة تحت الحمراء . وبإستخدام الأشعة تحت الحمراء تم كشف يد التزييف فى كثير من الكتب والوثاءق التى يزعمون أنها نادرة وكذا تكون الأشعة تحت الحمراء عونا للطيارين فهى تمكنهم من أن يصوروا من مرتفعات شاهقة صورا على الأرض تصويرا غاية فى الدقة والوضوح لأن الأشعة تحت الحمراء طويلة الأمواج وتنفذ دون مشقة فى ضباب الجوولهذه الأشعة الطويلة الموجة قدرة ساحرة على فضح الأجسام المُنَكَّرة والتى قد تبدوأنها صورة عادية لمرج أو غابة ولكن إذا صورناها بالأشعة تحت الحمراء قد يبدو فيها رسم هندسى يشبه مصطبة مدفع أو كومة من الزخيرة . وتُستخدم أمواج من الأشعة تحت الحمراء لحماية المصانع الحربية وتنعكس هذه الأشعة من مرايا رُتِّبت ترتيبا خاصا فتحيط بالمصنع من كل جانب فإذا إعترض هذه الأشعة مُعترض قرع ناقوس الإنذار فيهرع الحُراس إلى المكان . ويقول المهندسون إن الحد الوحيد لمدى إشعاع هذه الأشعة إنما هو تحدب الأرض لأنه يسير كضوء الشمس فى خطوط مستقيمة . .فقوموا أيها المسلمون لصلاة الفجر قبل طلوع الشمس تؤجروا وتَصِحُّوا وتُرزقوا.
محمد عبدالغنى الليثى محاسب وضابط سابق
تعليقات:
أصدقائى الأعزاء وكما قلتُ فى نهاية المقال ومن يدرى لعل العلم الحديث يكتشف أسرار أخرى لصلاة الفجر
فقد إكتُشِِِف حديثا أن طول فترة النوم ليلا وبقاء الجسم بدون حركة فترة طويلة يؤدى إلى تعطيل عمل المضخة الوريدية مما يؤدى إلى ركود الدم داخل الأوردة العميقة وهذه المضخة العضلية الوريدية لا تعمل إلا مع حركة القدم وبالتالى حركة عضلات السمانة عند المشى أى أن أى عامل يؤدى إلى عدم حركة السمانة لفترة من الوقت – كمافى النوم الطويل ليلا – يؤدى إلى ركود الدم وبالتالى تجلطة .
وللوقاية من جلطة الأوردة يكون بتفادى العوامل التى تؤدى إلى التجلط ، لذلك ننصح بتفادى الرقود والنوم الطويل فى السرير والخروج والمشى فى الصباح الباكر إلى المساجد لصلاة الفجر ، وصدق الله العظيم الذى قال فى قرآنه “كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ” وفى آية أخرى ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا… ” آية 16 سورة السجدة . ومن يدرى لعل العلم الحديث يكتشف أسرار أخرى لصلاة الفجر فعطاءات القرآن مستمرة إلى يوم القيامة . ” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق “
وإلى اللقاء أصدقائى فى مقال آخر على علاقة بنفس الموضوع
وهو أسرار الحياة
محمد عبدالغنى الليثى محاسب وضابط سابق